إصلاح المنطق
محقق
محمد مرعب
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٣ هـ
سنة النشر
٢٠٠٢ م
باب: ومما يقال بالهمز مرة، وبالواو أُخرى:
قالوا: وَكَّدتُ العهد والسرح تَوْكِيْدًا، وَأَكَّدْتُهُ تَأْكِيْدًا، وجاء في القرآن بالواو: ﴿وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَاٌ﴾ [النحل: الآية:٩١]، وقد أرَّخْتُ الكتاب تَأْرِيْخًا، وَوَرَّخُتُه تاريخًا، ويقال أيضًا: أَرَختُه أَرْخًا، وَوَرَختُه وَرْخًا، وقد آَكَفْت البغل وأَوْكَفْتُُه، ُ وهو الإِكَافُ والوِكَافُ، والإِلَاف والوِلَافُ، وقد آَصَدتُ الباب وأَوْصَدْتُهُ، وقرئ: ﴿إنها عليهم مُوصَدَةٌ﴾، و﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ [الهمزة: ٨]، أي مُطْبَقَة، أنشدنا أبو عمرو عن الكسائي:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ... ومن دونها أبواب صنعاء مُؤْصَدَة
وقد آَسَدت الكَلْب وأَوْسَدْتُهُ، إذا أغريته بالصيد، ولا يُقال: أَشْلَيْتُهُ، إنما الإَشْلَاْء الدعاء، يقال: أَشْلَيْت الشَّاة والنَّاقة، إذا دَعَوتَهَا إليك بأسمائها؛ لتحتلبها، قال الراعي:
وإن بَرَكَت منها عجاساءُ جلة ... بمحنية أَشْلَى العفاس وبروعا
وهما ناقتان، وقال الآخر:
أَشْلَيْتُ عَنْزي ومسحت قَعْبي
وقد أَسِن الرجل وَوَسِنَ، إذا غُشي عليه من نَتْن ريح البئر، وقد وُقِّت وأُقِّت، من الوقت.
ومن الأسماء
قالوا: وِسَادة وإِسَادة، ووِشَاح وإِشَاح، ووِلْدة وإِلْدةٌ، ووِعَاءٌ وإِعَاء، ووِقَاءٌ وإِقَاء، وحكى الفراء: حَيِّ الوُجُوه، وحَيِّ الأُجُوه، ويفعلون ذلك كثيرًا في الواو إذا انضمت.
ومما يقال بالهمز وبالياء:
يُقال: أَعْصُرُ ويَعْصُرُ، ويَلَملمُ وأَلَملَمُ: وادٍ من أوديةِ اليمن، وطيرٌ يَنَادِيْد وأَنَادِيْدُ، مُتفرِّقةٌ، وهو اليَرَقان والأَرَقانُ: آفةٌ تصيبُ الزرع، وهو زَرْعٌ مَأْرُوْقٌ ومَيْرُوْق، وهو الأَرَنْدَجُ واليَرَندَجُ، للجلود السود، وهو رَجُل يَلَندَدُ وأَلَندَدُ، للشديد الخصومة.
1 / 122