الاعتذار من العِلْم، وكنّا نُؤمّل شكر الناس بالتَّنبيه والدَّلالة، فصرنا نرضى بالسلامة. وليس هذا بعجيب مع انْقِلاب الأحوال، ولا يُنكر مع تغيّر الزمان. وفي الله خَلفٌ وهو المُستعانُ.
ونذكر الأحاديث التي خالَفنا الشيخ أبا عبيد (١) ﵀ في تفسيرها، على قلّتها في جَنْب صَوابه، وشكرنا ما نفَعَنا الله من عِلْمه معتدّين (٢) في ذلك بأمرين:
أحدهما: ما أوجبه الله [تعالى] (٣) على من علم في عِلْمه.
والآخر: أنْ لا يقف ناظر في كتبنا على حَرْف خالَفْناه فيه. فيقضي علينا بالغَلَط. ونحن من ذلك إنْ شاء الله سالمون. وما أولاك رحمك الله بتدبُّر ما نقول؛ فإنْ كان حقًّا وكنت لله مريدًا أن تتلقّاه بقلْب سليم، وإنْ كانِ باطلًا أو كان فيه شيء ذَهب عنّا، أنْ تردَّنا عنه بالاحتجاج والبرهان. فإنَّ ذلك أبلغ في النُّصْرة [٢/ ٢٥]، وأوْجَب للعذْر وأشْفى للقلوب. وكلّ حكاية نحكيها في هذا الكتاب عن أبي عبيد [﵀] (٤)، فإنَّ أحمد ابن (٥) سعيد اللّحياني صاحبه، كان حدَّثَنا بذلك عنه، في سنة إحدى. وثلاثين ومائتين.
_________
(١) سقطت من: ظ.
(٢) ظ: معتذرين.
(٣) زيادة من: ظ.
(٤) زيادة من الأصل.
(٥) أحمد بن سعيد اللحياني، هو صاحب أبي عبيد ومن رواة كتبه.
1 / 47