الفن، حيث لم يأل أن يبلغ شأو المبرّز السابق، كما ذكر الإمام الخطابي (١) ..
من هنا، يمكن أن يعد "غريبا أبي عبيد وابن قتيبة" أصلًا لكلّ من ألّف في الغريب، وبهما يكون المتطلّب له مستغنيًا ..
ثم جاء الامام حمد أبو سليمان الخطّابي (٣١٩ - ٣٨٨ هـ)، فاستدرك عليهما وقيّد ما فاتهما من أحاديث، فوضع كتابه: "غريب الحديث" .. فسلك نهجهما، واقتفى هديهما، قال الخطابي: "بقيت بعدهما صُبابة للقول فيها متربص، تولّيت جمعها وتفسيرها، مسترسلًا بحسن هدايتهما وفضل إرشادهما" (٢) ..
وبهذه الدواوين الثلاثة، تسمو جبهة هذا الفن، إذ هي مورد كل لاحق ..
° إصلاح غلط أبي عبيد:
ذكر فيه الأحاديث التي وقع فيها زلل، فنبَّه عليها، وأبان في نقده هذا عن خُلُق العلماء العاملين، الذين تنزهت أقلامهم عن الثلب، ومقذع القول .. وتراه يتواضع في تلمسه العذْر لأبي عبيد، في فاتحته، حيث يقول: (ونذكر الأحاديث التي خالفنا الشيخ أبا عبيد ﵀ في تفسيرها، على قلتها في جنب صوابه. وشكرنا ما نفعنا الله به من علمه .. " (٣).
_________
(١) غريب الحديث للخطابي (مخطوط، ق/٣ ج ١).
(٢) ينظر: غريب الحديث، للخطابي (ج ١ ق/ ٣ - ٤)، وغريب ابن قتيبة ١/ ٦٨ - ٦٩، وينظر عن مؤلفات الغريب، في مقدمة النهاية ١/ ٤ - ١١.
(٣) مخطوطة: اصلاح الغلط.
1 / 14