اشتقاق أسماء الله
محقق
د. عبد الحسين المبارك
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م
تصانيف
عظيمًا في الناس جليلًا، ورواه بعضهم، يعظم: أي يأتي بأمر عظيم، كما يقال: «أكبرت يا فلان» أي أتيت بأمر كبير. ورواه بعضهم «يعظم» على ما لم يسم فاعله أي: يعظمه الناس. وكذلك قالوا في قوله أيضًا:
لحي جلال يعظم الناس أمرهم ... إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
من رواه بفتح الظاء «بمعظم» قال: تأويله بأمر يعظمه الناس، ومن رواه «بمعظم» بكسر الظاء فتأويله عندهم بأمر عظيم.
الولي
الولي في كلام العرب على ضروب عشرة مخرجها كلها من قولهم: «هذا الشيء يلي هذا الشيء»، وأوليت الشيء الشيء: إذا جعلته يليه لا حاجز بينهما.
تقول العرب: «فلان ولي فلان أي هو متولي أمره والقيم بشؤونه كأنه يلي إصلاح أمره بنفسه لا يكله إلى غيره».
وفلان ولي فلان أي ناصره كأنه يوليه نصره فلا يحول بينه وبينه. وفلان ولي فلان أي يوليه وده وموالاته، ويثني عليه بالجميل، ولا يتبرأ منه في حال.
فالله ﷿ ولي المؤمنين أي ناصرهم ومصلح شؤونهم والمثنى عليهم، كما قال الله ﷿: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾ وقال: ﴿إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين﴾ إلى غير ذلك من الآيات المذكورة في التنزيل على
1 / 113