وقال يونس : جهنم اسم أعجمي ، ويقال لها : الهاوية ، وسميت بذلك لأنها تهوي بهم ، وتبلغ بهم قعرها ، يقال : هوى في البئر إذا تردى فيها ، ويقال : سميت هاوية لأنهم يهوون فيها أبدا ، معذبون لا يستقرون ، ولا يجدون فرارا ، فهم يهوون ، وهو / مأخوذ من الهواء ، الذي بين السماء والأرض ، ويقال : 37 أ هوى الرجل يهوي : إذا وقع في هلكة ، والمهواة ما بين أسفل البئر وأعلاها ، وهوت الدلو في البئر ، أي سقطت ، فمرت في مهواة البئر ، وكل مفازة مهواة ، قال ذو الرمة (¬1) : " من الطويل "
وبيت بمهواة هتكنا سماءه إلى خوخة يزوي له الوجه شاربه
ويقال لها سقر ، وهو مأخوذ من سقرته الشمس ، وصقرته ، وصهرته ، أي أذابته ولوحته ، وغيرته ، والصاقور : الفأس التي تكسر بها الحجارة ، وفي سقر لغتان : سقر ، وصقر ، والصاقور حديدة تحمى ، فيكوى بها الحمار ، فكأن سقر سميت بذلك ؛ لأنها تلوح من فيها ، وتغيرهم ، وتبلغ إليهم ، وتدقهم ، وتجهدهم 0
الصراط : الصراط في كلام العرب هو الطريق ، قال الله تعالى : [ اهدنا الصراط المستقيم ] (¬2) ، قال المفسرون : هو طريق الحق والهداية ، ويقال : الصراط في الآخرة جسر على النار ، يجوز عليه الخلائق ، عليه سبع قناطر ، وهو أحد من السيف ، وأدق من الشعرة ، روي ذلك في الحديث ، والله أعلم بكيفيته ، وقال مجاهد في قوله : [هذا صراط علي مستقيم] (¬3) قال : الخلق يرجع إلى الله ، وعليه طريقهم ، والعرب تقول في الوعيد : طريقك علي ، أي لا بد لك من المصير إلي ، وقال قوم سمي الصراط لأنه يسترط الناس / أي يبتلعهم وقيل للطريق 37 ب صراط ؛لأنها تسترط الناس فتذهب بهم ، ترى الجماعة تنتشر في الطريق ، فكأن الطريق قد استرطهم ، فذهب بهم 0 ...
صفحة ٩٨