أي الطريد ، هذا قول أبي عبيدة (¬3) ، وقال غير أبي عبيدة : الملعون : المخزي المتروك وقال المفضل (¬4) : الطريق إذا عمي هداه ، قيل : لعنه الله ، ويقال له : ملعون ، لأنه ترك حتى خفي فلم يهتد فيه ، وكأن الشيطان سمي ملعونا لأنه طرد وأبعد ، وترك فصار بمنزلة الطريق الذي قد عمي هداه ، فلا يهتدى له 0 الجنة وما لها من الأسامي : يقال : إن الجنة في السماء السابعة ، قال الله تعالى : [ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم ] (¬1) قال مكتوب [ يشهده / المقربون] (¬2) ، قال : يشهد عملهم ، مقربو كل سماء ، وقال ابن 35 أعباس : الجنان سبعة : جنة الفردوس ، دار السلام ، دار الجلال ، فالجنة في اللغة البستان ، والدليل على ذلك ما نطق به القرآن ، قال الله تعالى : [ إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ] (¬3) ، وقال : [كمثل جنة بربوة] (¬4) وقال : [كلتا الجنتين آتت أكلها] (¬5) وقال : [واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل ] (¬6) فهذه كلها في معنى البستان والنخل ، وإنما سمي البستان جنة لما يسترها من النخل والشجر ، وسميت الجنة التي هي الثواب جنة ؛ لأنه ثواب ادخره الله لأوليائه ، وأهل طاعته ، وهو مستور عنهم ، وهو مأخوذ من أجن الشيء إذا ستره قال الله تعالى : [فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون] (¬7) فقال أخفي لهم ، أي ستر ، وفي التوراة أن الله تعالى قال لموسى : ( لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي من الكرامة ؛ لذاب جسمك، وزهقت نفسك شوقا إليه ) (¬8) ، فكأن الجنة مأخوذ من الاجتنان والستر ، وقال بعضهم : الفردوس من الجنة باللغة الرومية ، وهي أدنى الجنان من العرش ، وقال أبو أمامة الباهلي (¬1) في قوله : [كانت لهم جنات الفردوس نزلا] (¬2) قال سرة الجنة (¬3) ، وقال كعب (¬4) :
صفحة ٩٤