معاني ألفاظ نطق القرآن بها ولها ذكر في الشريعة الأمر : قد جاء الأمر في كتاب الله ، وفسره المفسرون على وجوه كثيرة ، وبالأمر كون الله الأشياء كلها ، فقال تعالى : [ ألا له الخلق والأمر ] (¬1) وقال : [ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ] (¬2) فبهذه الكلمة خلق الله الخلق كله ، وهي أمره ، فقالوا في تفسير قوله : [ ألا له الخلق والأمر ] إن الخلق القضاء ، والأمر الدين ، وفي قوله : [ حتى جاء الحق وظهر أمر الله ] (¬3) دين الله ، وقالوا في قوله : [ وقال الشيطان / لما قضي الأمر ] (¬4) أي وجب العذاب ، وقالوا في قوله : 26 أ[ أتى أمر الله ] (¬5) إنه القيامة ، وقالوا : الأمر : القضاء في قوله : [ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ] (¬6) فقد فسروه على هذه الوجوه كلها ، وإن اختلف اللفظ به ، فإنه يرجع إلى معنى واحد ، لأن هذه الأشياء كلها مكونة بأمر الله ، فسميت أمرا ، لأن الأمر سببها ، وسبب الشيء يقوم مقام الشيء في لغة العرب ، ويسمى باسمه كما قالوا للمطر سماء ؛ لأنه من السماء ينزل ، ولأن السماء سبب للمطر ، وأنشد (¬7) : " من الوافر "
صفحة ٧٤