أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض وكان ابن عباس ينكر معرفتها ، ويقول لا أدري ما الحنان ، فكأن الله هو المتعطف على عباده بالرحمة ، وهو على وزن فعال ؛ لأن من شأنه التعطف بالرحمة ، والتحنن ، تبارك الحنان .
المنان : ومن صفاته المنان ، ومعناه المعطي ، يقال : من فلان علي بكذا ، أي أعطانيه ، قال الله تعالى : [ هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ] (¬1) ، وقال : [ ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ] (¬2) أي يعطيهم من فضله ، والمنان من المن ، والمن العطاء ، فأما المنة فهي الاعتداد ، يقال : امتن عليه بالعطية ، ومن عليه من ومنا ، وأنشد : " من البسيط "
أفسدت بالمن ما قدمت من حسن (¬3)
أي : أعتددت عليه بها، وهو مذموم ، قال الله تعالى : [قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم ] (¬4) ، وهو من العباد مذموم ، ومن الله تعالى محمود لأنه المتفضل بالعطايا 0
الديان : ومن صفاته الديان ، وأصله من الدين ، وهو الطاعة ، لأن الخلق كلهم دان له ، وتذلل بالطاعة ، فلم يفته شيء من خلقه ، ولم يستعن عليه حين كونه وأبدعه ، بل كان كما قال له : كن ، فكان ، فلم يخالف شيء إرادته ومشيئته ، ولا يعجزه شيء ، ولا التاث عليه / فكان قد دان له ، أي أطاعه ، ويقال دان له :25ب أي أطاعه ، قال القطامي : ( الكامل )
صفحة ٧٢