الشكور الحميد : ومن صفاته الشكور الحميد ، فالشكور بمعنى الشاكر ، وبمعنى مشكور ، وكذلك الحميد بمعنى حامد ، ومعنى محمود ، وحمد الله هو الثناء عليه بصفاته الحسنى ، وشكره الثناء عليه بنعمه ، يقال : حمدت الرجل إذا أثنيت عليه بصفاته بكرم أو حسب أو شجاعة ، وغير ذلك ، وشكرته إذا أثنيت عليه بمعروف أو لاكة (¬1) ، أو خبر فعله بك ، ومن شكر فقد حمد ؛ لأن الشكر يجمع الحمد والشكر جميعا ، فإذا شكرت الرجل لمعروف أو لاكة ، فقد وصفته بالسخاء والكرم ، وهو حمد ، وليس كل من وصف رجلا بالسخاء والكرم من غير أن يصطنع إليه يكون قد شكره ، وأصل الشكر إظهار النعمة ، والحديث بها ، قال الله تعالى : [ وأما بنعمة ربك فحدث ] (¬2) والشكور من الناس الذي يرضى بالقليل من العطاء ، يقال : فلان شكور إذا كان يقنعه القليل ، ومن ذلك يقال لمن قدر عليه الرزق: اشكر الله ، أي اقنع بالقليل ، ويقال : دابة شكور إذا كانت تسمن على القليل من العلف ، فكأن الله سمى نفسه شكورا لأنه يرضى من عباده بالقليل من العبادة 0 /المجيد والماجد : ومن صفاته المجيد والماجد ، وهما في وزن فعيل وفاعل 23ب وهو مأخوذ من المجد ، والمجد الجلالة والعظمة والشرف ، وقد يوصف الإنسان بالمجد ، فيقال : رجل ماجد ، ولا يقال : مجيد ، لأن الماجد هو الذي يفعل المجد بالاكتساب ، والمجيد هو معدن المجيد ، ومثاله حكيم وحاكم ، فالحاكم الذي يفعل الحكم ، والحكيم هو معدن الحكمة ، ويقال : الماجد المتناهي في الشرف والسؤدد ، فقيل لله ماجد ومجيد ؛ لأنه تمجد فكان معدنا للمجد ، والجلالة والعظمة ، ومنه قيل فلان يمجد الله ، أي يعظمه ، وقيل له ماجد لأنه هو الذي يمجده عباده ، أي يعطيهم الفضل والشرف ، وقيل له مجيد ؛ لأنه معدن المجد ، تبارك الماجد المجيد 0
الودود : ومن صفاته الودود ، وهو من الود والمودة ، وهي الوصلة على محبة ، والودود فيه قولان ، أحدهما : فعول بمعنى مفعول ، مثل هيوب بمعنى مهيب ، وتكون فعول بمعنى فاعل ، مثل غفور بمعنى غافر ، ويحتمل المعنيان جميعا هاهنا ، يكون بمعنى الفعل لله تعالى ، أي يود عباده الصالحين ، وبمعنى مفعول ، أي يوده عباده الصالحون ، فكأن الود بينه وبين عباده ، قال الله تعالى : [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم/الرحمن ودا ] (¬1) ، يعني صلة على24أ محبة لأنهم أحبوه فوصلوا بالطاعة له ، وإخلاص العبادة ، وأحبهم فوصلهم ، بالرضا عنهم والمغفرة لهم ، والود الوتد ، سمي بذلك لأن الحبل يربط به ، ويوصل إليه 0
الباعث : ومن صفاته تعالى الباعث ، والباعث في كلام العرب المثير المنهض ، يقال : بعثت البعير أي أثرته ونهضته عن مبركه، وكذلك بعثت الرجل أثرته من مكانه الذي تمكن فيه وإن اضطجع ، قال الأعشى (¬2) : ( البسيط )
صفحة ٦٨