كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

محمد بن عزير السجستاني، أبو بكر العزيري (المتوفى: 330هـ) ت. 330 هجري
197

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

تصانيف

وقولهم : إذا عز أخوك فهن (¬4) : أول من قال ذلك هذيل بن هبيرة أخو بني تغلب (¬5) ، وكان أغار على ناس من بني ضبة ، فغنم ثم انصرف ، فخاف الطلب ، وأسرع السير ، فقال له أصحابه : اقسم بيننا غنيمتنا ، فقال : إني أخاف أن تشغلكم القسمة ، فيدرككم الطلب ، فتهلكوا ، فأعادوا ذلك عليه مرارا ، فلما رآهم لا يفعلون ، قال : إذا عز أخوك فهن ، فأرسلها مثلا ، وتابعهم على القسمة 0 وقولهم : صار كأن كانونا (¬1) : قال الفراء : هو الثقيل ، ومن كلامهم : قد كونت علينا أي ثقلت ، قال الحطيئة : " من الوافر "

... ... أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا (¬2)

وقال الأصمعي : هو الذي إذا دخل على القوم وهم في حديثهم كنوا عنه من أجله ، وقال أبو عبيدة أو غيره : هو فاعول من كننت الشيء إذا سترته وأخفيته ، فمعناه أن القوم يكنون أحاديثهم عنه 0

وقولهم : في سين (¬3) : معناه في زعمة ، وهذه الكلمة رومية ، وإنما تحكى عن عرب الشام ؛ لأنهم أخذوها من الروم ؛ لمجاورتهم إياهم 0

وقولهم : / أعرابي جلف (¬4) : قال الأصمعي : الجلف جلد الشاة والبعير، فكأن 141أ المعنى أنه أعرابي ببدويته وجفائه ، أي هو أعرابي بجلده ، لم يتزي بزي أهل الحضر وأخلاقهم ، وقال اليمامي (¬5) : جلف كل شيء قشره ، فكأن المعنى أنه متزي بزي العرب ، متشبه بهم ، وليس منهم 0

صفحة ٢٨٥