كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
تصانيف
الرفع والنصب والخفض والجزم : قال الخليل : إنما سمي الرفع رفعا لأنه أول شيء يرفع لك ، وسمي النصب نصبا لأنه منتصب بين يديك ، وسمي الخفض خفضا ؛ لأنه فضل من كلام ، فالرفع ما ارتفع من أسفل إلى أعلى ، والنصب يخرج مستويا من الرفع ، والخفض أساس النصب والرفع، والنصب الانتصاب ، والمنصوب العائم ، والمخفوض المصروع ، والجزم القطع ، ومنه يقال : جزمت على فلان ، أي قطعت عليه ، وأجزم أي أقطع ، ويقال : الفعل مجزوم إذا لم يلحقه الإعراب ؛ كأنه مقطوع عن الإعراب ، وقال إبراهيم النخعي ، قال : التكبير جزم ، والقراءة جزم ، والتسليم جزم 0 الهمز والإضافة والترخيم والإدغام : كره قوم الهمز في القرآن ، وحج الكسائي مع الرشيد ، فقدم المدينة ، فصلى بالناس ، فهمز ، فأنكر أهل المدينة ، وقالوا : تهمز في مسجد رسول الله ، وأصل الهمز الكسر والدفع ، يقال : همز رأسه ، وهمزت الجوز بكفي ، وسميت الهمزة في الحرف لأنها تهمز فتقصر عن مخرجها ، وقيل للذي يغتاب الناس : همزة وهماز ، لأنه يعيب الناس ، ويقصر بهم ، ويدفعهم عن فضلهم 0
/ والإضافة الإمالة ، يقال : هو مضاف إليه أي ممال إليه ، وسمي الضيف 123أ ضيفا لأنه ضاف أي مال وعدل ، وقيل الإضافة أن ينسب الشيء إلى مألفه وربه وصاحبه ، أي يلجأ إليه 0
والترخيم هو أن يحذف المتكلم حرفا من آخر الكلمة ، إذا أراد أن يقول : يا مالك ، قال : يا مال ، وأصل الترخيم الترقيق ؛ كأنه يرقق القول به إذا رخمه 0
صفحة ٢٥٤