كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
تصانيف
الفرجان ، قال : انفرج أمامها ووراءها ، وكل هواء بين شيئين يقال له فرج وفرجة ، ويقال بفتح الفاء ، فكأن الفرج الذي يطلبه المكروب هو أن يكشف ، ويفتح ؛ لأن المكروب كأنه في ظلمة ، وغطاء من أمره ، فإذا بان صلاح حاله ، انكشفت تلك الظلمة عنه ، وانفتحت 0 المثل والمعنى : المثل كلام بعترض به الإنسان صاحبه ، ويبلغ به ما يحاول من حاجته بلا تصريح ، ويفهم صاحبه عنه مراده باختصار وإيجاز ، تعريضا من غير إفصاح ، والأمثال حكمة / العرب في الجاهلية والإسلام ، وضرب الله الأمثال119أ في القرآن ، وقال : [وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ] (¬1) وإنما قيل له مثل لأنه كلام مثل الكلام الآخر ، وليس هو ذاك بعينه ، والأول مثل ، والثاني معنى ، يقال هذا مثل الشيء ومثله ، ويقال مثلت لك هذا الأمر أي صورته ، والمثل صورة للكلمة المتمثل بها ، والمعنى هو المراد والمقصد ، وقال المفسرون في قوله تعالى : [مثل الجنة ] (¬2) أي صفة الجنة ، وقال : [محمد رسول الله والذين معه ] (¬3) إلى قوله : [ ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ] (¬4) ، أي ذلك صفتهم ، لأنه لن يضرب لهم الأمثال في أول الكلام ، فيكون ذلك مثلهم ، وإنما وصفهم وحلاهم ، ثم قال ذلك مثلهم ، أي صفتهم ، وقال : [مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ] (¬5) وقال :
صفحة ٢٤٨