وعاد في هجائه ثم أسر يوم أحد ، فقال : يا رسول الله من علي ، فقال عليه السلام : ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، والله لا تمسح عارضيك بمكة ، وتقول : خدعت محمدا مرتين) (¬3) 0 فقتله ، وقتل هبيرة بن أبي وهب (¬4) وكان شاعرا شبب بنساء رسول الله ، وبكى قتلى بدر 0 وتوعد عبد الله بن الزبعرى ، وكان قد رثى قتلى بدر ، ثم أسلم ، فمدح النبي عليه السلام ، فقبل منه ، وعفا عنه ، وأسلم فقبل إسلامه 0
... وكان كعب بن زهير هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم / فكتب إليه 8أ أخوه بجير بن زهير أن رسول الله قد قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ، ويؤاخذه بشعره ، فأقدم عليه ، فإنه لا يقتل أحدا أتاه مستسلما ، فجاء متنكرا ، وأنشده مادحا له بقصيدته التي يقول فيها (¬1) : " من البسيط "
أنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
وهي كلمة طويلة ، وكساه النبي عليه السلام بردة اشتراها منه بعد ذلك معاوية ، وهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد إلى اليوم 0
... فهذا ما روي عن النبي عليه السلام في شأن الشعر والشعراء ، وكان كثير من الصحابة يقولون الشعر ، وقد روي عن أبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وغيرهم 0
صفحة ٣٦