الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا

علاء الدين مغلطاي ت. 762 هجري
138

الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا

محقق

محمد نظام الدين الفٌتَيّح

الناشر

دار القلم - دمشق

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

الدار الشامية - بيروت

تصانيف

عشر (١)، وهي العقبة الأولى (٢) -فيهم عوف بن عفراء، وعباس بن عبادة بن نضلة، وعقبة بن عامر، وقطبة بن عامر بن حديدة. فأسلموا، وبايعوا على بيعة النساء (٣): على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، [والسمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وأثرة علينا (٤)، وأن لا نتنازع الأمر أهله، وأن نقول

(١) كذا في المستدرك أيضا ٢/ ٦٢٤، والأول: هو قول ابن إسحاق والواقدي ومن روى عنهما. (٢) أولى على اعتبار المبايعة، ومنهم من عدها ثانية، والتي بعدها ثالثة. وأما العقبة: فذكر الصالحي ٣/ ٢٦٩ عن المحب الطبري أن الظاهر هي التي تضاف إليها الجمرة، أو شعب مرتفع بالقرب منها على يسار الطريق لقاصد منى من مكة، والذي عليه مسجد البيعة. ثم قال الصالحي: قال في النور: وجزم غيره أنها العقبة التي تضاف إليها الجمرة. أقول: رجعت إلى تاريخ الأزرقي ٢/ ٢٠٥ - ٢٠٦، والعقد الثمين ١/ ٩٥، وإتحاف الورى ١/ ٣٣٩ عند كلامهم عن مسجد البيعة، فلم يذكروا سوى أنه عند شعب العقبة. لكني وجدت ياقوت في معجمه مادة (عقبة) يجزم بأنها-أي البيعة-في المكان الذي ترمي عنده الجمرة. ثم وجدت دليلا من السيرة على أن المقصود بها العقبة التي تضاف إليها الجمرة، فقد ورد: أن رسول الله ﷺ اعترضهم بعدما انصرفوا من رمي الجمرة. (انظر دلائل البيهقي ٢/ ٤٣٧). وقال الواقدي ١/ ٢٢١: في الشعب الأيمن إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة حيث المسجد اليوم. وقال ابن الأثير في جامع الأصول ١/ ٢٥٣: العقبة هي عقبة منى. . وكانت البيعة في شعب قريب من العقبة، وبه الآن مسجد. (٣) أي وفق بيعتهن التي نزلت بعد ذلك عند فتح مكة، إذ لم يكن فيها مبايعة على القتال. وقوله: على بيعة النساء. هو لفظ السيرة ١/ ٤٣١، وابن سعد ١/ ٢٢٠. (٤) الأثرة: الاستئثار بالشيء والانفراد به. والمراد في الحديث: إن منعنا حقّنا من-

1 / 145