إسعاف الأخيار بما اشتهر ولم يصح من الأحاديث والآثار والقصص والأشعار

محمد بن عبد الله باموسى ت. غير معلوم
52

إسعاف الأخيار بما اشتهر ولم يصح من الأحاديث والآثار والقصص والأشعار

الناشر

مكتبة الأسدي-مكة المكرمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

ويشير في آخر كلامه إلى (التلفيق) المعروف عند الفقهاء، وهو أخذ قول العالم بدون دليل وإنما اتباعًا للهوى، أو الرخص، وقد اختلفوا في جوازه، والحق تحريمه لوجوه لا مجال الآن لبيانها، وتجويزه مستوحى من هذا الحديث، وعليه استند من قال: من قلد عالمًا لقي الله سالمًا، وكل هذا من آثار الأحاديث الضعيفة، فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)﴾ ﴿الشعراء: ٨٨ - ٨٩﴾. وقال شيخنا العلامة الوادعي (^١) ﵀: أما الاختلاف هل هو رحمة أم ليس برحمة؟ ليس برحمة لأن الله ﷿ يقول في كتابه الكريم ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ ﴿هود: ١١٨ - ١١٩﴾ مفهوم الآية الكريمة أن الذين ﵏ لايختلفون، والنبي ﷺ يقول كما في "الصحيحين": (ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم، كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم). والرسول ﷺ يقول كما في "صحيح البخاري" من حديث عبد الله ابن مسعود ﵁: أنه اختلف هو ورجل في القراءة فأتيا إلى الرسول ﷺ فقال: (اقرأا ولا تختلفا كما اختلف الذين من قبلكم فتهلكوا كما هلكوا).

(^١) "إجابة السائل" (ص: ٣١٥ - ٣١٦).

1 / 58