قال (النقشواني) : ما رأيت أعجب من رجل قال : أجمع أهل زماننا على أنه ليس في الزمان مجتهد قال: فيقال له : يا عجيب الحال , كلامك يناقض بعضه بعضا , لأنه إذا لم يكن في الزمان مجتهد فكيف ينعقد الاجماع , [ لأن الاجماع إنما هو اتفاق المجتهدين , فإذا فقد المجتهدون فقد الاجماع ] (1) , لان المجتهد, هو الذي يعتبر قوله في الاجماع والخلاف
النكتة الثانية :
مثلي ومثل كثير من أهل العصر مثل شافعي بحث مع حنفي في طهارة المني , فقال الشافعي : ما رأيت أعجب من هذا , لأني ساع في طهارة أصله , وهو ساع في نجاسة أصله , وكذلك أنا سعيت في رفع الإثم عن هم بأسرهم , ورفعت عنهم الحرج بقيامي عنهم بهذا الواجب , وهم فريقان :
فريق يمنع الاجتهاد من أصله , فهو ساع في إثمه , وإثم الناس معه
وفريق يسلمه , ويسعى في عدم استحقاقي , وما هذا جزائي منه , فإن لم أكن أستحق زيادة على الناس لما قمت به, مما قصروا فيه , فلا أقل من أكون كواحد منهم
وهل زيادة الاجتهاد أورثتني نقصا عما كنت عليه من المعرفة بالمذهب قبل بلوغه !؟
النكتة الثالثة:
ذكر (ابن المنير) في كتابه ((المقتفى)) ما نصه: إذا قيل أي عبادة يتحقق صاحبه أنه انفرد بها ذلك في وقته دون العالم بأسره ؟
صفحة ٢٥