وفي هذا القدر كفاية ، فإنه يثبت أن الناصبي كافر ، وأن من قال لرجل : يا ناصبي ! فكأنه قال : يا كافر ! . ومن كفر مسلما كفر ، كما تقدم .
وقد أحسن من قال :
علي يظنون بي بغضه ... * ... فهلا سوى الكفر ظنوه بي
وقد أراح الله سبحانه وتعالى من النواصب وهم الخوارج ومن سلك مسلكهم فلم يبق منهم أحد ، إلا شرذمة بعمان ، وطائفة حقيرة بأطراف الهند ، يقال لهم ( الإباضية ) .
فليحذر المتحفظ من إطلاق مثل هذه اللفظة على أحد من أهل الإسلام غير هؤلاء ، فإنه بمجرد ذكر الإطلاق ، يخرج عن الإسلام ، وهذا ما لا يفعله عاقل بنفسه .
وما يبلغ الأعداء من جاهل ... * ... ما يبلغ الجاهل من نفسه
عجيبة : ومن العجائب أنا سمعنا من جهال عصرنا من يطلق اسم الناصبي على من قرأ في كتب الحديث ، بل على من قرأ في سائر علوم الاجتهاد ! ويطلقونه أيضا على أئمة الحديث ! وأهل المذاهب الأربعة ! .
وهذه مصيبة مهلكة لدين من تساهل في ذلك ، ولا يكون إلا أحد رجلين : إما جاهل لا يدري ما هو النصب ؟ ولا ما هو الناصبي ؟ أو غير مبال بهلاك دينه ، ومن كان بهذه المنزلة ، لا ينتفع بمثل هذا النصح الذي أودعناه هذه الرسالة ، وليس علينا إلا القيام بعهدة البيان الذي أوجبه الله ورسوله ، ليهلك من هلك عن بينة .
اللهم وفقنا إلى مرضاتك ، وأرشد الخاص من عبادك والعام ، واسلك بنا سبل السلام إلى دار السلام .
انتهى من خط مؤلفه إمام المحققين القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه الله ورضي عنه آمين .
تم على يد صالح التلبوي العباسي الفقيري الشافعي سنة 1322ه . تمت مقابلتها نفع الله بها المسلمين آمين .
صفحة غير معروفة