... وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره ) قال : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ . قال : ( إن كان في أخيك ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ، فقد بهته ) قال الترمذي حديث صحيح حسن .
... وفي سنن أبي داود والترمذي : أن عائشة ذكرت صفية ، فقالت : إنها قصيرة . فقال عليه الصلاة والسلام : ( كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) .
... وفي سنن أبي داود : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لما عرج بي ، مررت على أقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟! قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) .
... والأحاديث في هذا الباب كثيرة , وهي متناولة للأموات تناولا أوليا ، وبعضها نص في الأموات .
تنبيه : ربما قال من يطلع على ما سقناه من الروايات القاضية بإجماع أهل البيت على عدم سب الصحابة : أنه قد وجد في مؤلف لفرد من أفرادهم ما يشعر بالسب .
فنقول له إن كان ممن يعقل الخطاب : هذا الفردي الذي يدعي أنه وجد في مؤلفه ما يشعر بالسب ، إن كان عصره متقدما على عصر الأئمة الذين روينا عنهم إجماع أهل البيت ، فمن البعيد أن يحكوا الإجماع عن جميعهم ، وثم فرد يخالفهم ، للقطع بأنهم أخبر من غيرهم بعلم بعضهم بعضا ، فدعواهم للإجماع من دون استثناء مشعر بعدم صحة ما وجد من ذلك الفرد ، فالمتوجب عليك وعلينا اعتقاد أن ذلك الموجود مدسوس في ذلك المؤلف من بعض أهل الرفض ، لأن إثبات كونه من كلام المؤلف له يخالف ما حكاه الأئمة من أهله ، المختبرين بمذهبه .
صفحة ١٥