... وعلى الجملة : إنه إذا لم يقنع المتبع لآل البيت ما سقناه من إجماعاتهم ومذاهبهم ونصوصهم , فهو إما جاهل لا يفهم ما يخاطب به ولا يدري ما هو العلم , وإما مكابر قد أعمى التعصب بصر بصيرته , واستحوذ عليه شيطان , فقاده بزمام الغي والطغيان , إلى هذه المصيبة التي هي مهلكة الأديان , بإجماع حملة السنة والقرآن , وكلا الرجلين لا ينفعه التطويل والاستكثار , من نقل نصوص الأئمة , ومن صرائح الأدلة , فلنقتصر على هذا المقدار , فإن لم ينتفع به , لم ينتفع بأكثر به منه .
... فالعاقل المراعي لحفظ دينه , إذا لم يعمل بما ورد في الصحابة الراشدين من نصوص القرآن والسنة القاضية بأنهم أفضل من غيرهم من جميع الوجوه , وأن بين طبقتهم وطبقة من بعدهم من الأئمة كما بين السماء والأرض , فأقل الأحوال أن ينزلهم منزلة سائر المسلمين .
[ حرمة لعن المسلمين أحياءا وأمواتا ]
... وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح أن : ( قتال المسلم كفر ، وسبابه فسوق ) .
... وثبت عنه في الصحيحين أن : ( لعن المؤمن كقتله ) .
... وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم أنه : ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) .
... وفي سنن أبي داود : أنه قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن العبد إذا لعن شيئا ، صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبوابها دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا ، رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلا لذلك ، وإلا رجعت إلى قائلها ) .
... وفي مسند أحمد وصحيح البخاري وسنن النسائي : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) .
... وفي حديث آخر رواه أحمد والنسائي : ( لا تسبوا أمواتنا ، فتأذوا أحياءنا ) .
صفحة ١٤