إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢
تصانيف
تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: هل علِمها رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؛ أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها. قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ قال الرجل: فإني أقول: قد علموها. قال: أفَوسِعَهم ألا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه؛ أم لم يَسَعْهم؟ قال: بلى وَسِعَهم. قال: فشيءٌ وَسِع رسول الله ﷺ وخلفاءه لا يسعك أنت؟ فانقطع الرجل، فقال الخليفة: -وكان حاضرًا- «لا وسَّع الله على من لم يَسَعْه ما وسعهم».
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله ﷺ وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم، والراسخين في العلم، من تلاوة آيات الصفات، وقراءة أخبارها، وإمرارها كما جاءت؛ فلا وسَّع الله عليه»: على كل حال لا شك أن هذا الكلام السديد من الأذرمي ﵀ في الرد على هذا المبتدع، من أن ما يتكلم به هذا المبتدع لم يتكلم به النبي ﷺ ولا أصحابه ولا التابعون له بإحسان، فلماذا تتكلم به يا (فلان) وتدعيه وتدعو الناس إليه؟
فكان هذا الرد مفحمًا له في اعتراضه الأول، حيث انقطع المبتدع ولم يحر جوابًا، فأقره في المرة الأولى أن النبي ﷺ لم يعلمها، ثم تراجع وأقر أن النبي ﷺ علمها لكن وسعه السكوت
1 / 36