إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه
محقق
بهجة يوسف حمد أبو الطيب
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
٥ - بابُ: فرضِ الوضوءِ وسُننِهِ
أكثرُ مسائلِهِ تقدّمَ أَدلّتُها في البابِ قبلَهُ، فلنذكرْ ما لا بُدَّ من إيرادِهِ ههنا.
- فعن المُغيرةِ بنِ شُعْبةَ: " أنَّ النبيَّ ﷺ توضَّأَ فمَسَحَ بناصيتِهِ وعلى العِمامةِ والخُفّينِ " (^١)، رواهُ مسلمٌ، وللشافِعيِّ: " مسحَ بناصيتِهِ ". أَو قالَ: " بمُقَدَّمِ رَأسِهِ بالماءِ "، ثمَّ رواهُ عن عطاءٍ مْرْسَلًا.
وعن أَنسٍ: " أَنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ توضّأَ وعليهِ عِمامةٌ قِطريةٌ، فأدخلَ يدَهُ من تحتِ العِمامةِ فمَسحَ بمُقَدَّمِ رأسِهِ، ولمْ ينقُض العِماَمةَ " (^٢)، رواه أَبو داود، وابنُ ماجةَ بسَندٍ ليسَ بقوِيٍّ، فاستُدِلَّ بهذينِ على أَنَّهُ لا يجبُ مَسْحُ جميعِ الرأسِ، وأنّ الواجبَ مسَحُ بعضِهِ، وقد تقدّمَ: أَنَّهُ ﵇ تَوضَّأَ مُرَتَّبًا، فإنْ صَحَّ دَل فعْلهُ على الوجوبِ، فذاكَ، وإلا فَسيأني قولُهُ: " صَلّوا كما رأيتموني أُصلّي " (^٣)، وقولُهُ: للمسيءِ صلاتهُ: " توضّأْ كما أَمرَكَ اللهُ " (^٤)، وفي ذلكَ دلالةٌ على وجوبِ الترتيبِ.
عن عمرَ: " أَنّ رجلًا توضّأَ فتركَ موضعَ ظُفْرٍ عَلى قدمِهِ، فأبصرَهُ النبيُّ ﷺ، فقالَ: " ارجِعْ فأَحسِنْ وضوءَكَ " (^٥) رواه مسلمٌ.
_________
(^١) رواه أحمد (الفتح الرباني ٢/ ١٦) وهو جزء من حديث طويل، ومسلم (١/ ٢٣١)، والترمذي (١٠٠)، والشافعي (ص ٥).
(^٢) أبو داود (١٤٧) وابن ماجة (٥٦٤).
(^٣) رواه البخاري (١/ ٣١٣) وهو جزء من حديث طويل.
(^٤) هذا الحديث اشتهر عند العلماء باسم حديث المسيء صلاته، وقد رواه البخاري (١/ ٣٧٤)، ومسلم (١/ ٢٩٨)، وأبو داود (٨٥٦)، والترمذي (٣٠٢)، وابن ماجة (١٠٦٠)، وابن خزيمة (٤٥٤)، والبيهقي في الصغرى (٢٨١).
(^٥) رواه أحمد (الفتح الرباني ٢/ ٤٥)، ومسلم (١/ ٢١٥)، وأبو داود (١٧٣).
1 / 42