[قول الإمام الهادي عليه السلام في ذلك]
وقال الهادي عليه السلام في آخر خطبة (الأحكام): (فيجب عليه- أي المسترشد- أن يطلب من ذلك ما ينبغي له طلبه من علم أهل بيت نبيئه صلى الله عليه وآله وسلم, فيتبع من ذلك أحسنه وأقربه إلى الكتاب).
وقال عليه السلام في كتاب(القياس) ما لفظه: (فإن قلت أيها السائل :قد نجد علماء كثيرا منهم ممن ينسب إليه علمهم مختلفين في بعض أقاويلهم, مفترقين في بعض مذاهبهم, فكيف العمل في افتراقهم؟ وإلى من نلجأ منهم؟ وكيف يعمل باختلافهم؟ وقد حضضتنا عليهم, وأعلمتنا أن كل خير لديهم, وأن الفرقة التي وقعت بين الأمة هي من أجل مفارقة الأئمة من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, قلنا لك قد تقدم بعض ما ذكرنا لك في أول هذا الكلام ونحن نشرح لك ذلك بأتم التمام إن شاء الله تعالى:
إن اختلاف آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-أيها السائل عن اختلافهم-لم يقع ولا يقع أبدا إلا من وجهين:
فأما أحدهما :فمن طريق النسيان للشيء بعد الشيء, والغلط في الرواية والنقل, وهذا أمر يسير حقير قليل, يرجع الناسي منهم-عن نسيانه إلى قوله الثابت-المدكر عند الملاقاة والمناظرة.
صفحة ٣٥