العراق في أحاديث وآثار الفتن
الناشر
مكتبة الفرقان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
الأمارات - دبي
تصانيف
و(نجد) المذكورة التي منها يطلع قرن الشيطان، وبها تكون الزلازل والفتن: هي ناحية (العراق)؛ لأنها هي الواقعة في جهة المشرق من المدينة النبوية، والروايات في هذا الباب مؤتلفة غير مختلفة، وهي -على حسب ما ذكرنا بالترتيب-:
- قوله في (نجد) -وأَبَى ﷺ أن يدعو لها بالبركة-: «هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان» .
- قوله وهو مستقبل المشرق -وفي رواية: يشير بيده نحو المشرق-: «ألا إن الفتنة ها هنا -مرتين- من حيث يطلع قرن الشيطان» .
- قوله: «رأس الكفر قبل المشرق» .
- قوله: «رأس الكفر نحو المشرق» .
ومع هذا؛ فإن سالم بن عبد الله بن عمر، ذكر قبل الحديث في رواية لمسلم -وتقدمت-: «يا أهل العراق! ما أسأَلَكُم عن الصغيرة، وأركَبَكُم للكبيرة» .
ويفهم من هذا بدلالة اللازم: أنّ الجهة المذكورة في الروايات السابقة عند سالم بن عبد الله بن عمر هي العراق.
ومع هذا كلِّه؛ فقد جاء التّصريح البيِّن، الذي لا يعتريه غموض أو إيهام، أنها (العراق)، والروايات في ذلك -كما تقدم- صحيحة.
ولا يلزم من إخباره ﷺ أن الفتن تظهر منها، أنها تبقى فيها ولا تتجاوزها، وسيأتي معنا (١) أن الفتن ستعم البلاد كلها، ولكن -كما جاء في بعض الروايات المتقدمة- أن «الفتنة تجيء من ها هنا»، و«تهيج الفتن» منها، والحقائق التأريخية المؤكَّدة، والأحداث الواقعة والمتوقعة، وشواهد القرون
_________
(١) انظر: (ص ٣٥٧) .
1 / 33