160

العراق في أحاديث وآثار الفتن

الناشر

مكتبة الفرقان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الأمارات - دبي

تصانيف

ضل به ضلالًا كبيرًا» (١) .
ووقت الفتنة: الجهل وقلة العلم والإيمان، وذهاب العدل في الأمة، وعدم إشراق نور النبوة، وعدم ظهور سلطان الحجة، والعمل من أمام العلماء والتقدم عليهم، وانتقاصهم، وقطع العامة عنهم، والطعن في الأحكام الشرعية المستفادة من نصوص الشرع، والفُرقة والاختلاف.
قال ابن تيمية بعد كلام: «وكان شيطان الخوارج مقموعًا لما كان المسلمون مجتمعين في عهد الخلفاء الثلاثة؛ أبي بكر وعمر وعثمان، فلما افترقت الأمة في خلافة علي ﵁، وجد شيطان الخوارج موضع الخروج، فخرجوا، وكفّروا عليًّا ومعاوية ومن والاهما ...» (٢) .
والشاهد من هذا كلِّه: أن النبي ﷺ بيّن منشأ الفتن، ووقت اشتدادها، والطريق التي توصل إلى (الدجال)، ومن المعلوم بيقين أن بدعة (الخروج) -وهي أول بدعة عقدية حدثت في الأمة- ابتدأت من العراق، وهاجت منها على كثير من البلدان، في سائر الأزمان، وستتوالى وتشتد، وقد شاهدنا بعض ذلك بارزًا للعيان، ولا قوة إلا بالله.
فصل
مكان الفتنة
ومكانها: الوصول إلى كل مكان بمرور الزمان، ولكن لها محل تنزله، وتستقر به، ثم تهيّج منه، وهو العراق بخاصة، وجهة شرق المدينة بعامة.
أجاب الشيخ مقبل بن هادي -رحمه الله تعالى- عن سؤال في بيان

(١) «مجموع الفتاوى» (٤/٢٥٥) .
(٢) «مجموع الفتاوى» (١٩/٨٩) .

1 / 163