اقتضاء الصراط المستقيم
محقق
ناصر عبد الكريم العقل
الناشر
دار عالم الكتب
رقم الإصدار
السابعة
سنة النشر
١٤١٩ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
أهل التفسير، وسياق الآية يدل عليه.
وقال تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٢] (١) وذكر في آل عمران (٢) قوله تعالى: ﴿وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٢] (٣) وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم.
وقال في النصارى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ [المائدة: ٧٣] إلى قوله: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ (٤) وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة: ٧٧] (٥) .
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ [المائدة: ٧٧] (٦) ﴿وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ﴾ [النساء: ١٧١] (٧) الآية.
واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه، فأما وسم (٨) اليهود بالغضب، والنصارى بالضلال، فله أسباب ظاهرة وباطنة، ليس هذا موضعها.
(١) سورة آل عمران: من الآية ١١٢. (٢) في المطبوعة: قال: وذكر في البقرة. ولكنها في جميع النسخ المخطوطة: آل عمران. كما أثبت، وهي في سورة البقرة: من الآية ٩٠. (٣) سورة آل عمران: من الآية السابقة ١١٢. (٤) غير الحق أسقطت من النسختين: (ج د) . وهو سهو من الناسخين. (٥) سورة المائدة: من الآيات ٧٣ - ٧٧. (٦) في (أط): ابتدأ الآية من قوله: لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ. . الآية. (٧) سورة النساء: من الآية ١٧١. (٨) في (ج د): وصف.
1 / 78