103

اقتضاء الصراط المستقيم

محقق

ناصر عبد الكريم العقل

الناشر

دار عالم الكتب

رقم الإصدار

السابعة

سنة النشر

١٤١٩ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

Creeds and Sects
ولا في معنى؛ فإذن: الأحسن أن تتعلق الكاف بمجموع ما تقدم: من العمل والجزاء، فيكون التشبيه فيهما لفظا (١) .
وعلى القولين الأولين: يكون قد دل على أحدهما لفظا، على الآخر لزوما (٢) .
وإن سلكت طريقة الكوفيين - على هذا - كان أبلغ وأحسن؛ فإن لفظ الآية يكون قد دل على المشابهة في الأمرين من غير حذف، وإلا فيضمر (٣) حالكم كحال الذين من قبلكم، ونحو ذلك، وهو قول من قدره: أنتم كالذين من قبلكم.
ولا يسع هذا المكان بسطا أكثر من هذا (٤) فإن الغرض متعلق بغيره.
وهذه المشابهة في هؤلاء (٥) بإزاء ما وصف الله به المؤمنين من قوله: ﴿وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [التوبة: ٧١] (٦) فإن طاعة الله ورسوله تنافي مشابهة الذين من قبل (٧) قال سبحانه: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩] (٨) .
فالخطاب في قوله: ﴿كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً﴾ [التوبة: ٦٩] وقوله: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ﴾ [التوبة: ٦٩]

(١) في المطبوعة: لفظيا.
(٢) في (ب) زاد: يكون قد دل على مشابهة أمرين أحدهما. ثم قال: وإن سلكت. . إلخ.
(٣) في (ج د): فيضمن.
(٤) في (أب ط): ولا يتسع هذا المكان لبسط هذا أكثر من هذا.
(٥) الإشارة إلى المنافقين.
(٦) سورة التوبة: من الآية ٧١.
(٧) في المطبوعة: من قبلكم.
(٨) سورة التوبة: من الآية: ٦٩.

1 / 114