الاقتضاب في شرح أدب الكتاب
محقق
الأستاذ مصطفى السقا - الدكتور حامد عبد المجيد
الناشر
مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة
تصانيف
وزعم قوم أن المروءة من المرء كالرجولة من الرجل، يريدون أنه مصدر لا فعل له، وهذا غلط، لأنهم قد قالوا: مرء الرجل: إذا حسنت هيئته وعفافه عما لا يحل له. فالمروءة مصدر (مرؤ) بمنزلة السهولة، مصدر سهل والصعوبة مصدر صعب. واشتقاق المروءة من قولهم مرو الطعام ومرئ فهو مرئ: إذا انساغ لآكله، ولم يعد عليه منه ضرر. ومنه يقال: كله هنيئًا مرئيا. فمعنى المروءة: الخصال المحمودة، والأخلاق الجميلة، التي تحبب الإنسان إلى الناس حتى يصير حلوًا في نفوسهم، خفيفًا عليهم ..
وقوله: (في زخارف النجد وتشييد البنيان): زخارف: جمع زخرف، وأصله الذهب، ثم سمى كل مزين ومحسن زخرفا. والنجد: ما يزين به البيت من أنواع البسط. والثياب. يقال: نجدت البيت تنجيدا. قال ذو الرمة.
حتى كأن رياض ألقف ألبسها ... من وشى عبقر تجليل وتنجيد
ويقال للذي يفرش البيوت: النجاد والمنجد. ويقال لعصاه التي ينفض بها ثياب: المنجدة. وتشييد البينان: رفعه وإطالته. ويقال: بل هو تجصيصه. ويقال للجص: الشيد. قال الله تعالى: (ولو كنتم في بروج
1 / 46