اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
محقق
ناصر عبد الكريم العقل
الناشر
دار عالم الكتب،بيروت
رقم الإصدار
السابعة
سنة النشر
١٤١٩هـ - ١٩٩٩م
مكان النشر
لبنان
تصانيف
العقائد والملل
إن كان للمنافقين، كان من باب خطاب التلوين والالتفات، وهذا انتقال من المغيَّب (١) إلى الحضور، كما في قوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ - إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: ٣ - ٥]
ثم حصل الانتقال من الخطاب إلى المغيب (٢) في قوله: ﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] (٣) وكما (٤) في قوله: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا﴾ [يونس: ٢٢] (٥) وقوله: ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات: ٧] (٦) فإن الضمير في قوله: ﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾ [التوبة: ٦٩] الأظهر أنه عائد إلى المستمتعين الخائضين من هذه الأمة كقوله (٧) - فيما بعد -: ﴿أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [التوبة: ٧٠] (٨) وإن كان الخطاب لمجموع الأمة المبعوث إليها، فلا يكون الالتفات إلا في الموضع الثاني.
وأما قوله: ﴿فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ﴾ [التوبة: ٦٩] ففي تفسير عبد الرزاق (٩) عن
(١) في المطبوعة: الغيبة. (٢) في المطبوعة: الغيبة. (٣) سورة التوبة: من الآية ٦٩. (٤) في (أط): كما. (بحذف واو العطف) . (٥) سورة يونس: الآية ٢٢. (٦) سورة الحجرات: الآية ٧. (٧) في (ب): لقوله. (٨) سورة التوبة: من الآية ٧٠. (٩) هو: الإمام عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، الصنعاني، أبو بكر، ولد عام (١٢٦ هـ)، وكان من الأئمة الحفاظ الثقات في الحديث، والتفسير، والفقه، وله مصنفات أشهرها: المصنف في الحديث، وتفسير القرآن، وكتاب السنن في الفقه، وكتاب المغازي. توفي سنة (٢١٠ هـ) . انظر: طبقات الحنابلة (١ / ٢٨٩)، (ت ٢٨٠)؛ والأعلام للزركلي (٣ / ٣٥٣١) .
1 / 115