اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
محقق
ناصر عبد الكريم العقل
الناشر
دار عالم الكتب،بيروت
رقم الإصدار
السابعة
سنة النشر
١٤١٩هـ - ١٩٩٩م
مكان النشر
لبنان
تصانيف
العقائد والملل
وقيل (١) - وهو أجود -: بل العامل ما تقدم، أي: وعد الله المنافقين كوعد الذين من قبلكم، ولعنهم كلعن الذين من قبلكم، ولهم عذاب مقيم كالذين من قبلكم أو (٢) محلها نصب، ويجوز أن يكون رفعا، أي: عذاب كعذاب الذين من قبلكم.
وحقيقة الأمر على هذا القول: أن الكاف تناولها (٣) عاملان ناصبان، أو ناصب ورافع، من جنس قولهم: أكرمت وأكرمني زيد (٤) والنحويون لهم فيما إذا لم يختلف العامل، كقولك (٥) أكرمت وأعطيت زيدا - قولان: أحدهما: وهو قول سيبويه (٦) وأصحابه: أن العامل في الاسم هو أحدهما وأن الآخر حذف معموله؛ لأنه لا يرى اجتماع عاملين على معمول واحد.
والثاني: قول الفراء وغيره من الكوفيين: أن الفعلين عملا في هذا الاسم، وهو يرى أن العاملين يعملان في المعمول الواحد.
(١) وقيل: ساقطة من (أ) . (٢) في (ج د) والمطبوعة: فمحلها نصب. (٣) في المطبوعة: تنازعها. (٤) في قوله: أكرمت وأكرمني زيد. تناوله عاملان، الأول: ناصب وهو أكرمت، على أن زيدا مفعول، والثاني: أكرمني، على أن زيدا هو فاعل الإكرام فغلب عامل الرفع، وحذف المنصوب وجوبا؛ لأن العامل من غير بابي: كان وظن. (٥) في (ج د): كقولهم. (٦) سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي - بالولاء - يلقب بسيبويه - ومعناها بالفارسية: رائحة التفاح: لزم الخليل بن أحمد فدرس عليه النحو حتى فاقه، فصار إماما من أئمة النحو، فهو أول من بسط هذا العلم، فصنف كتابه: (كتاب سيبويه) ولد عام (١٤٨ هـ)، وتوفي (١٨٠ هـ) . راجع: الأعلام لللزركلي (٥ / ٨١)، ط ٤.
1 / 112