التحقيقات على شرح الجلال للورقات
الناشر
مركز الراسخون
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
مكان النشر
دار الظاهرية - الكويت
تصانيف
المطالب دفعة، وإن خرج بالقصدي أيضًا بناءً على أنه لا يكون قصديًا، وبالقصدي غيره كالانتقالات فيما يتوارد عليه من المعقولات بلا اختيار، كما في المنام فلا يسمى واحد منهما فكرًا فلا يكون نظرًا.
وبالمعقولات: حركة النفس في المحسوسات فيسمى تخيلًا لا فكرًا، ... وبقوله ليؤدي ما لا يكون للتأدية فلا يسمى نظرًا (^١).
المسألة الخامسة: شرح قوله في التعريف "في حال المنظور فيه".
ما هو المنظور فيه؟
١ - المنظور فيه المعلوم لا العلم، هذا رأي الجمهور.
٢ - وعند الرازي: العلم لا المعلوم (^٢).
ومما يجدر التنبيه عليه قوله: "في حال"، فعدى النظر بفي ليخرج النظر الذي يتعدى بغيرها.
وزاد الأمر إيضاحًا بـ "حال"؛ لأن النظر الذي هو الفكر يكون في الأحوال التي هي الأعراض والكيفيات، لا في الأعيان والجواهر الخارجية فإن هذه وظيفة البصر، بخلاف أحوالها فهي وظيفة الفكر.
وهذه العقليات هي في الحقيقة متركبة من صور ذهنية للأعيان الخارجية ومن أمور علمية ذهنية وينبني على هذا أمور:
الأولى: أن حركة النفس لا بد أن تكون في الحسيات التي هي المعلومات من جهة عقلية، بالتنقل بين صورها المنطبعة في الذهن، وهي من هذه الجهة يصدق عليها أنها عقليات، فمن ثَمّ قال المتقدمون أن حركة النفس في المعقولات لا في المحسوسات.
(^١) الشرح المختصر للعبادي ١/ ٥١ بحاشية إرشاد الفحول.
(^٢) شرح ابن قاسم ١/ ٢٦٧.
1 / 70