المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية

عمر سليمان الأشقر ت. 1433 هجري
72

المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهية

الناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

الأردن

تصانيف

أن يفتي بقولنا ما لم يعلم من أين قلناه" (^١)، قال الفلاني: "ومعنى قوله: من أين قلناه: أي ما لم يعلم دليل قولنا وحجته، وفي هذا إشارة إلى أنه لا يبيح لغيره تقليده فيما يقول بغير دليل" (^٢). وقال الربيع بن سليمان: "سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله ﷺ فقولوا بسنته، ودعوا ما قلت" (^٣). وقال الشافعي: "كل مسألة تكلمت فيها بخلاف السنة فأنا راجع عنها في حياتي وبعد مماتي" (^٤). وقال الإمام مالك: "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما لم يوافقهما فاتركوه" (^٥). وقال الإمام أحمد: "من رد الحديث فهو على شفا هلكه" (^٦). وكثير من أتباع الأئمة في عصرهم تركوا مذهب إمامهم في المسائل التى بلغهم فيها عن الرسول ﷺ ما لم يبلغ أئمتهم، هذا الإمام أبو يوسف صاحب أبى حنيفة يسأل الإمام مالك عن صدقة الخضروات، فقال مالك: هذه مباقيل أهل المدينة، لم يؤخذ منها صدقة على عهد رسول الله ﷺ، ولا أبى بكر ولا عمر ﵄، يعني وهي تنبت الخضروات، فقال أبو يوسف: قد رجعت يا أبا عبد الله، ولو رأى صاحبي "يعني أبا حنيفة" ما رأيت، لرجع كما رجعت (^٧).

(^١) إيقاظ همم أولي الأبصار: ص ٥٢. (^٢) المصدر السابق. (^٣) كتاب المؤمل للرد للأمر الأول لأبي شامة. مجموعة الرسائل المنيرية: ٣/ ٢٧. (^٤) المصدر السابق: ٣/ ٣١. (^٥) معنى قول المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي: ٣/ ١٠٥. (^٦) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: ص ١٨٢. (^٧) صحة أصول أهل المدينة: ص ٢٥. وسيأتي ذكر جملة من أقوال الأئمة وأقوال أتباعهم في هذا الموضوع في الباب الثالث من هذا الكتاب.

1 / 78