مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

عثمان ضميرية ت. 1439 هجري
55

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

الناشر

مكتبة السوادي للتوزيع

رقم الإصدار

الثانية ١٤١٧هـ

سنة النشر

١٩٩٦م

تصانيف

وهل يوصف الله تعالى بصفات سلبية، أم لا يوصف بها؟ ... إلخ. وظهرت كذلك مسألة "القدر" التي نهى النبي ﷺ عن الخوض فيها١، فقد وردت في القرآن الكريم آيات تشعر للوهلة الأولى بأن الإنسان مجبور مقهور ولا إرادة له، كقوله تعالى: ﴿إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٧٨] . ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٦] . وجاءت آيات أخرى تشعر بالاختيار، كقوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: ٢٩] . وقد تجد في آيات أخرى ما يشعر بالأمرين معا: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٢٩، ٣٠] .

١ أخرج الإمام أحمد في "المسند": "٢/ ١٧٨"، وابن ماجه في "السنن": "١/ ٢٠" "صحيح ابن ماجه"، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: خرج رسول الله ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال: "بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه بعض. بهذا هلكت الأمم قبلكم". وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه": "٤/ ٢٠٥٣" عن عبد الله بن عمرو قال: هجّرت إلى رسول الله ﷺ يوما. قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله ﷺ يعرف في وجهه الغضب، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".

1 / 61