مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
الناشر
مكتبة السوادي للتوزيع
رقم الإصدار
الثانية ١٤١٧هـ
سنة النشر
١٩٩٦م
تصانيف
وحدث أيضا في زمن الصحابة ﵃ مذهب الخوارج، وصرحوا بالتكفير بالذنب، والخروج على الإمام وقتاله، فناظرهم عبد الله بن عباس ﵄ فلم يرجعوا إلى الحق١، وقاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ وقتل منهم جماعة، كما هو معروف في كتب الأخبار، ودخل في دعوة الخوارج كثير، ورُمي جماعة من أئمة الإسلام بأنهم يذهبون إلى مذهبهم، وعُد منهم غير واحد من رواة الحديث، كما هو معروف عند أهله.
وحدث أيضا في زمن الصحابة ﵃ مذهب التشيع لعلي بن أبي طالب، ﵁، والغلو فيه، فلما بلغه ذلك أنكره وحرّق بالنار جماعة ممن غلا فيه٢، وأنشد:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أجّجت ناري ودعوت قَنْبَرا
وقام في زمنه ﵁ عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن السوداء السبئي، وأحدث القول بوصية رسول الله ﷺ لعلي بالإمامة من بعده، فهو وصي رسول الله ﷺ وخليفته على أمته من بعده بالنص، وأحدث القول برجعة علي بعد موته إلى الدنيا، وبرجعة رسول الله ﷺ أيضا، وزعم أن عليا لم يُقتَل،
١ بل رجع منهم عدد كبير بعد مناظرة ابن عباس ﵄ ففي الرواية نفسها: "فرجع منهم عشرون ألفا، وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا". انظر: "المصنف" للإمام عبد الرزاق: ١٠/ ١٦٠، "مجمع الزوائد": ٦/ ٢٤١. وفي "المستدرك" للحاكم: ٢/ ١٥٢: "فرجع من القوم ألفان، وقتل سائرهم على ضلالة" قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ٢ أخرج البخاري ٦/ ١٤٩ عن عكرمة أن عليا ﵁ حرّق قوما، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي ﷺ قال: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم كما قال النبي ﷺ: "من بدّل دينه فاقتلوه" وانظر: "فتح الباري": ٦/ ١٤٩-١٥١، ١٢/ ٢٦٩-٢٧٢.
1 / 54