25

مدخل إلى علوم الشريعة

الناشر

مركز النخب العلمية

تصانيف

ومن روائع الأدب مع المعلم ما يلي: أولًا: الأدب في مخاطبته: إِنَّ من التوقير الجميل، ومن الأدب الرفيع أن يراعي الطالب الأدب في خطابه لشيخه ومعلمه؛ فلا يناديه باسمه المجرد، بل عليه أن يخاطبه بخطاب التوقير والتقدير والاحترام، فيقول له: يا شيخنا، أو يا شيخي، وإذا كان لا يليق للولد أن يقول لوالده ذي الأبوة الطينية: (يا فلان) أو: (يا والدي فلان)، فكذلك لا يليق به أن يخاطب بذلك الخطاب شيخه الذي علمه ورباه وأدبه (^١)، والأصل في ذلك قول الله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور:٦٣]. ومعنى الآية الكريمة: «لا تدعوا محمدًا باسمه ﷺ، كدعاء بعضكم بعضًا، ولكن وقروه وعظموه، وقولوا: يا رسول الله، ويا نبي الله، ويا أبا القاسم. وفي الآية بيان توقير معلم الخير؛ لأن رسول الله ﷺ كان معلم الخير، فأمر الله ﷿ بتوقيره وتعظيمه، وفيه معرفة حق الأستاذ، وفيه معرفة أهل الفضل» (^٢). والنهي في قوله: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور:٦٣]، على سبيل التحريم في حق النبي ﷺ، وعلى سبيل خلاف الأولى في حق غير النبي ﷺ من أهل العلم وسائر المعلمين.

(^١) ينظر: حلية طالب العلم ص (١٦٢)، وموسوعة الأخلاق للخراز ص (٣٢٧). (^٢) بحر العلوم (٢/ ٥٢٧).

1 / 27