المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

رمضان عبد التواب ت. 1422 هجري
11

المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

الناشر

مكتبة الخانجي بالقاهرة

رقم الإصدار

الثالثة ١٤١٧هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

تصانيف

الترتيب السامي القديم، الذي اشتهر عند الأمم السامية القديمة، كالفينيقيين والعبريين، وهو ترتيب أبجدهوز ... إلخ، وأن النساخ قد وضعوا الرموز المتشابهة الصورة، بعضها بجوار بعض، ومن هنا جاء الترتيب الهجائي المألوف لنا. كما وجد الخليل أن هذا الترتيب الهجائي المألوف، ليس قائما على أساس علمي، فآثر أن يختار ترتيبا آخر، أساسه مخارج الأصوات، ورتب معجمه العين" على ذلك، فبدأ بأصوات الحلق، وجعلها أقساما، ثم أصوات أقصى الفم، ثم أوسط الفم، ثم أدنى الفم، ثم الشفتين، فجاء ترتيبه للأصوات اللغوية في العربية، على النحو التالي١: ع ح هـ خ غ/ ق ك/ ج ش ض/ ص س ز/ ط د ت/ ظ ذ ث/ ر ل ن/ ف ب م/ وا ي. وكان الخليل بن أحمد أسبق من ذاق الحروف، ليتعرف مخارجها، يقول عنه تلميذه الليث بن المظفر: "وإنما كان ذواقه إياها، أنه كان يفتح فاه بالألف، ثم يظهر الحرف، نحو: أب، أت، أح، أع، أغ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق، فجعلها أول الكتاب"٢. وهذا معناه تجربة النطق بالصوت ساكنا، لئلا يختلط بغيره، ويلتبس على الناطق معرفة كيفية صدوره ومخرجه الدقيق. وهذه الطريقة تقرب مما يدعو إليه المحدثون، من علماء الأصوات. وجاء "سيبويه" تلميذ الخليل بن أحمد، فخصص للدراسة الصوتية فصولا، في كتابه، "الكتاب"، فذكر عدد الحروف العربية، ومخارجها،

١ انظر كتاب العين للخليل بن أحمد ١/ ٥٣، ١/ ٦٥. ٢ العين للخليل بن أحمد ١/ ٥٢.

1 / 15