التمهيد لشرح كتاب التوحيد
الناشر
دار التوحيد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
تصانيف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
والآيات في مثل ذلك كقوله - جل وعلا - في سورة إبراهيم، فيما ذكره عن نبيه ﵇ ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾ [مريم: ٤٨] قال الله - جل وعلا - بعدها ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [مريم: ٤٩] [مريم ٤٨ - ٤٩]، فإبراهيم ﵇ قال: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ﴾ [مريم: ٤٨] وقال الله: ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ﴾ [مريم: ٤٩] فدل على أن الدعاء هو العبادة، والعبادة هي الدعاء. والدعاء يفسر تارة بدعاء المسألة، وتارة بدعاء العبادة، وهذا حاصل من أولئك ولأصنامهم وأوثانهم.
هذا الباب هو باب قول الله تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ - وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا﴾ [الأعراف: ١٩١ - ١٩٢] [١٩١ - ١٩٢] . وَإِيرَادُ هَذَا الْبَابِ بعد الأبواب المتقدمة هو من أحسن الإيراد، ومن أعظمها فقها ورسوخا في العلم؛ ذلك أن برهان وجوب توحيد الله - جل وعلا - في
1 / 190