44

الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين

محقق

الوليد بن عبد الرحمن الفريان

الناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع-الرياض

رقم الإصدار

١٤٠٩هـ

سنة النشر

١٩٨٩م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

Creeds and Sects
لكن ذكر السائل لدفع الشر بعد السائل للخير، وذكرهما بعد الداعي (١) الذي يتناولهما وغيرهما: من عطف الخاص على العام.
وسماها دعوة لتضمنها النوعين، فقوله: لا إله إلا أنت. اعتراف بتوحيد الألوهية، وهو يتضمن النوعين؛ فإن الإله هو المستحق لأن يدعى بالنوعين (٢) .
وقال ابن القيم في البدائع- بعد آيات ذكرها، قال-: وهذا في القرآن كثير، يبين أن المعبود لابد أن يكون مالكا للنفع والضر، فهو يدعى للنفع والضر: دعاء المسألة، ويدعى رجاء وخوفا: دعاء العبادة.
فعلم أن النوعين متلازمان، فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة.
إلى أن قال: وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما، ولا استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، بل هذا استعمال له في حقيقته الواحدة المتضمنة للأمرين جميعا. انتهى (٣) .
فعلى هذا يكون النهي عن دعاء غيره سبحانه نصا في دعاء العبادة، و(٤) دعاء المسألة حقيقة. فهو نهي عن كل منهما حقيقة.

= خزيمة في "التوحيد" رقم ١٩٦، والدارقطني في "النزول" رقم ١٤٧، والآجري في "الشريعة" /٣١٠، والدارمي في الرد على الجهمية رقم ٣٧، واللالكائي في السنة ٣/٤٤١ من حديث رفاعة الجهني، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " رقم ٤٨٧، وأحمد في "المسند" ٤/٨١، والطبراني في المعجم الكبير رقم ١٥٦٦، وأبو يعلى في "مسنده" ١/٣٤٩، والدارمي في "السنن"١/٣٤٧، والآجري في "الشريعة" ٣١٢،وابن أبي عاصم في "السنة" ٢٢٢، ٥٠٧، والدارقطني في "النزول" رقم ٩٣، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٥٦٦ من حديث جبير بن مطعم.
(١) (ع) (ط): الدعاء.والمثبت من الأصل و"الفتاوى".
(٢) ينظر "مجموع فتاوى ابن تيمية" ١٠/٢٣٥-٢٤٤.
(٣) بدائع الفوائد ٣/٢-٣.
(٤) (ط):وفي.

1 / 56