الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

يحيى بن أبي الخير العمراني ت. 558 هجري
42

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

محقق

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

الناشر

أضواء السلف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا﴾ (^١) ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ (^٢) ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (^٣) وعن أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ قال: "اشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء" (^٤). وفي قصة نومهم في الوادي قال ﷺ: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء" (^٥). وغير ذلك من الأدلة التي تدل على أن الله عزوجل له المشيئة النافذة في خلقه فكل صلاح وخير وطاعة وإيمان وقعت في هذه الحياة إنما وقعت بمشيئته جل وعلا ولو شاء لم تقع قال تعالى: ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾ (^٦). وكل فساد وانحراف ومعصية وكفر وقع في هذه الحياة إنما وقع بمشيئة الله عزوجل ولو شاء لم يقع قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا﴾ (^٧) ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ (^٨) ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (^٩) ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾ (^١٠). ويعتقد السلف أن الله عزوجل يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله.

(^١) سورة الكهف آية (٦٩). (^٢) سورة الأعراف آية (١٨٨). (^٣) سورة آل عمران آية (٢٦). (^٤) أخرجه خ. كتاب التوحيد (ب. المشيئة والإرادة) ٩/ ١١٢. (^٥) المصدر السابق. (^٦) سورة يونس آية (١٦). (^٧) سورة البقرة آية (٢٥٣). (^٨) سورة الأنعام آية (١١٢). (^٩) سورة الأنعام آية (١٤٩). (^١٠) سورة السجدة آية (١٣).

1 / 49