الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

يحيى بن أبي الخير العمراني ت. 558 هجري
37

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

محقق

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

الناشر

أضواء السلف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

المطلب الأول: تعريف القدر لغة القدر لغة: بسكون الدال وفتحها القضاء والحكم وهو ما يقدره الله عزوجل من القضاء ويحكم به من الأمور قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (^١). أي الحكم أو التي تقدر فيها الأرزاق وتقضى، وقدر الله عليه ذلك: بفتح الدال مخففة ومشددة كتبه عليه، والقدرة: بفتح القاف وسكون الدال، والقدرة: بضم القاف وسكون الدال والمقدار: القوة. وقدر عليه الشيء: بفتح القاف والدال ضيقه، وقدرت الشيء بفتح القاف والدال مشددة ومخففة من التقدير. والتقدير يأتي على معان أحدها: التروية والتفكير في تسوية أمر وتهيئته. والثاني: تقديره بعلامات يقطعه عليها، والثالث: أن تنوي أمرا بعقدك تقول قدرت أمر كذا وكذا أي نويته وعقدت عليه (^٢).

(^١) سورة القدر آية (١). (^٢) انظر: اللسان ٥/ ٣٥٤٥، القاموس المحيط ص ٥٩، المفردات ص

المطلب الثاني: الإيمان بالقدر عند السلف وفيه ثلاث نقاط: أولا: الإيمان بالقدر إجمالا: وأدلته: السلف ﵏ يؤمنون بأن كل شيء بقضاء من الله وقدر سبق صغيرا أو كبيرا حقيرا أو جليلا خيرا أو شرا حلوا أو مرا طاعة أو معصية والأدلة على ذلك بحمد الله ظاهرة وكثيرة منها قوله عزوجل: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (^١) و﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ (^٢) ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ (^٣) ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (^٤) ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (^٥)

(^١) سورة القمر آية (٤٩). (^٢) سورة الأحزاب آية (٣٨). (^٣) النساء آية (٤٧). (^٤) سورة التغابن آية (١١) (^٥) سورة آل عمران آية (١٦٦).

1 / 44