مهدي (^١) في مخاليف اليمن. وأقام سبع سنين روى عن كبار المحدثين في الحرم، ثم عاد إلى اليمن سنة (٥٦٦ هـ) وولي قضاء ذي جبلة وأعمالها وله مصنفات منها: (مقاصد اللمع) و(كسر قناة القدرية) وكتاب في (مناقب الإمامين الشافعي والإمام أحمد رحمهما الله) وكتاب (معونة الطلاب بفقه معاني كلم الشهاب) وجمع بين علم القراءات والحديث والفقه وغلب عليه الكلام وتوفي ﵀ سنة (٥٨٧ هـ) (^٢).
وذكر الجعدي أن الشيخ العمراني جمع أحبابه وأصحابه وأمر ابنه طاهرا أن يصعد المنبر في ذي أشرق سنة (٥٥٤ هـ) وسأله أبوه عن اعتقاده وذلك لما شاع أنه على خلاف عقيدة أبيه فأجاب الابن بما كذب كل حاسد وأدحض تلبيس كل بغيض ومعاند، فالتقاه والده عند أسفل المنبر وقال: هل أنكر الإخوان من هذا شيء (^٣).
وهذا يرد على ادعاء يحيى العامري في كتابه غربال الزمان ص (٤٣٧) أن طاهر بن الشيخ يحيى العمراني كان أشعريا وأنه كان ينكر على والده ويرد عليه عقيدته، لأن الجعدي تلميذ طاهر بن يحيى ونقله عنه أثبت وأدق، ولعل الذي بلغ العامري فحكاه في كتابه هو من الشائعات التي كانت بلغت العمراني ﵀ فطلب من ابنه أن يفصح عن عقيدته على المنبر أمام الناس. وهي قوة في الحق.
٣ - الفقيه أحمد بن عبد الله بن مسعود بن أسلم البريهي ثم السكسكي ثم الكندي سيف السنة زين الحنبلية سكن في إب (^٤) وأفضت إليه الرئاسة فيها، جمع بين الزهد والورع والعلم والحديث، وارتحل إلى مكة وسمع فيها صحيح مسلم في سنة (٥٨٠ هـ) ورجع إلى مدينة إب ثم نزل الجند
_________
(^١) سبق الإشارة إليها في الكلام على موطن نشأة العمراني.
(^٢) المرجع السابق ص ١٨٧، طبقات الشافعية للأسنوي ١/ ٢١٣.
(^٣) طبقات فقهاء اليمن ص ١٨٨.
(^٤) إب: مدينة في الجنوب من صنعاء في السفح الغربي لجبل ريمان وهي منطقة خصبة. معجم المدن اليمنية ص
1 / 21