الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

يحيى بن أبي الخير العمراني ت. 558 هجري
128

الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار

محقق

رسالة دكتوراة من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بإشراف الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ١٤١١ هـ

الناشر

أضواء السلف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - السعودية

١٢ - فصل وقد أظهر القدري المعترض على كلامي في الرسالة الإنكار وأكثر التعنيف لما ذكرت فيها أنها نصيحة للمسلمين، فأورد كلامًا كثيرًا عمدته أن قال: إن كانت هداية المقصودين بالنصيحة إن اهتدوا أو ضلالتهم إن ضلوا من الله وخلقا له كما في مذهبك فأي فائدة بنصيحة من نصحهم؟ وإن كان لكلام الناصح تأثير في إرشادهم فقد خرج من مذهبه، وإن كان لا تأثير له فلا فائدة به، وكذلك إن كان كلام خصمه الذي نهوا عن استماعه خلقًا لله فأضلهم الله به فأي ذنب على خصمه؟. والجواب أن يقال له: قد ورد الشرع بالنصيحة لدين الله والمسلمين. روي أن النبي ﷺ قال: "رأس الدين النصيحة. قيل: لمن يا رسول الله؟ فقال: لله ولرسوله ولدينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة" (^١). وأمر الله نبيه بتذكير العباد فقال: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (^٢). وقال: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾ (^٣). فالنصيحة والتذكير من الناصح والمذكر هو كسب له مأمور به ومندوب إليه ويثاب عليه، والهداية للمنصوح بقبول ذلك والعمل بموجبه تفضل من الله على

(^١) ذكره خ. كتاب الإيمان (ب. قول النبي ﷺ الدين النصيحة) ١/ ١٧ تعليقا، وأخرجه مسندًا م. كتاب الإيمان (ب. الدين النصيحة) ١/ ٧٤، د. كتاب الأدب (ب. في النصيحة) ٢/ ٣٠٦، ت. كتاب البر والصلة (ب. ما جاء في النصيحة) ٤/ ٣٢٤ كلهم من حديث تميم الداري ﵁. وليس في شيء من روايات الحديث التي اطلعت عليها قوله: "رأس"، ولا قوله: "لدينه"، وإنما الذي ورد بدلًا عنها "لكتابه". (^٢) الذاريات آية (٥٥). (^٣) الغاشية آية (٢١ - ٢٢).

1 / 145