الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197
تصانيف
وكذا.. فلا يكاد الإنسان يراجع شيئا من مؤلفاته في جانب من جوانب هذه العلوم، إلا اعتقده تفرغ لهذا العلم طيلة حياته دون أن يشتغل بشيء آخر سواه من علم أو عمل، ولذا يجد العالم النحرير فكيف بنا؟ .. يجد نفسه مذهولا أمام شخصية هذا الإمام، فلا يلبث أن يعود إلى نفسه شاكا في مواهبها وقدراتها. فإذا كان يحيى بن حمزة قد ألف ما مجموع كراريسه بعدد أيام حياته، كما يقول أمثال الشوكاني، فكيف عاش طفولته أولا؟ ثم كيف قضى فترة طلبه للعلم تلميذا محصلا ومطلعا ومنقبا عن مواقع العلم ومواطن العلماء، وفي بواطن الكتب ومصادر العلم والمعرفة، وكيف عاش داعيا إلى بيعته مضطلعا بأعباء الحكم، حاكما بكتاب الله وسنة رسوله، منفذا لأحكامهما ومقتفيا لنهجهما، ومجاهدا في سبيل الله ينشر العلم والعدل والحق، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. وكيف استطاع مع كل هذا، أن يظل إمام علم لا ينفك عن التعليم والمناقشات والفتيا والقضاء، حتى كون جيلا من التلاميذ الذين أصبحوا علماء؟ ناهيك بتهجده وعبادته وبحياته الخاصة. إنها بالفعل حياة إنسان مقلة الحياة، ونموذج فذ وعلم مفرد من نماذجها وأعلامها.
سبعون مؤلفا:
نجد بين أيدينا مما هو مسجل ضمن مؤلفات هذا الإمام، زهاء سبعين مؤلفا نسردها هنا مصنفة قدر الإمكان، بحسب موضوعات محتوياتها من العلوم، ثم نعود للتعقيب على مصادرها من حيث مواطن الخلاف حول تسجيل وحجم ومواقع ما يوجد فيه الاختلاف منها.
وذلك بحسب مجالاتها الأربعة العامة: أصول الدين وأصول الفقه والفقه واللغة، دون ذهاب في التصنيف إلى تفصيلاتها، وبحسب ما أورده الحبشي في كتابه (مصادر الفكر الإسلامي في اليمن) ثم مقارنته مع غيره من المصادر الأخرى لتوخي وتحري الصحة في تسجيل كل المعلومات المتعلقة بمؤلفات الإمام يحيى بن حمزة، مجتمعة ومنفردة، ثم نورد في قسم خاص في آخرها، ما كان من المؤلفات خارج نطاق هذه المجالات الأربعة العامة، ونضع بين قوسين ما ذكر منها في مصادر أخرى.
أولا. أصول الدين (علم الكلام):
1- الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام.
صفحة ٩٨