تفسير سورة النصر
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
وهذا لا يدل عَلَى اختصاص أهل اليمن بالناس المذكورين في الآية، وإنما يدل عَلَى أنّهم داخلون في ذلك؛ فإن الناس أعم من أهل اليمن.
قال ابن عبد البر: لم يمت رسولُ الله ﷺ وفي العرب رجل كافر بل دخل الكُلُّ في الإسلام بعد حُنين والطائف، منهم من قِدم، ومنهم قَدِم وفده ثُمّ كان بعدُ من الردةِ ما كان، ورجعوا كلهم إِلَى الدين.
قال ابن عطية: المراد -والله أعلم-: العرب عبدة الأوثان. وأمَّا النصارى بنو تغلب فما أراهم أسلموا قط في حياة رسول الله ﷺ، لكن أعطوا الجزية.
والأفواج: الجماعةُ إثر الجماعة كما قال الله تعالى: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ﴾ (١) وفي "المسند" (٢) من طريق الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي جَارٌ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: "قَدِمْتُ مِنْ سَفَرٍ فَجَاءَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ عَنْ افْتِرَاقِ النَّاسِ، وَمَا أَحْدَثُوا، فَجَعَلَ جَابِرٌ يَبْكِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا".
وقوله: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ (٣).
فيه قولان: حكاهما ابن الجوزي:
أحدهما: أن المراد به الصلاة، نقله عن ابن عباس.
والثاني: التسبيح المعروف.
وفي "الباء" في ﴿بحمد﴾ قولان:
_________
(١) الملك: ٨.
(٢) (٣/ ٣٤٣).
(٣) النصر: ٣.
2 / 517