تفسير سورة النصر
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
وأمَّا الفتح فقيل: هو فتح مكة بخصوصها. قاله ابن عباس وغيره؛ لأنّ العرب كانت تنتظر بإسلامها ظهور النبي ﷺ عَلَى مكة.
وفي "صحيح البخاري" (١) عن عمرو بن سلمة قال: "لمَّا كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إِلَى رسول الله ﷺ وكانت الأحياء تَلوَّمُ (٢) بإسلامها فتح مكة فيَقُولُونَ: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي".
وعن الحسن قال: "لمَّا فتح رسول الله ﷺ مكة قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل مكة، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل فليس لكم به يدان. فَدَخلوا في دين الله أفواجًا".
وقيل: إِنَّ الفتح يعم مكة وغيرها مما فُتح بعدها من الحصون والمدائن، كالطائف وغيرها من مدن الحجاز واليمن وغير ذلك، وهو الَّذِي ذكره ابن عطية.
وقوله: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ (٣).
المراد بالناس العموم عَلَى قول الجمهور، وعن مقاتل: أنهم أهل اليمن.
وفي "مسند الإمام أحمد" (٤) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ قال: "لمَّا نزلت هذه السورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ قرأها رسول الله ﷺ حتى ختمها، فَقَالَ: " «النَّاسُ حَيِّزٌ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ». وقال: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» وأن مروان كذَّبه فصدق رافع بن خديج وزيد بن ثابت أبا سعيد عَلَى ما قال.
_________
(١) برقم (٤٣٠٢).
(٢) التَّلوُّم: الانتظار والتلبث. "اللسان" (١٢/ ٥٥٧).
(٣) النصر: ٢.
(٤) (٣/ ٢٢).
2 / 515