تفسير سورة الفاتحة - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
7

تفسير سورة الفاتحة - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

محمد أجمل الإصلاحي

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

و"العالمين": جمع أو اسم جمع لِعالَم (^١). وجاء عن بعض السلف أنَّ المراد بهم الإنس، على أنَّ كل صنف منهم عالَم، وكل قَرْن منهم عالَم. وعن جماعة من السلف قالوا: الجنُّ والإنس، على نحو ما تقدَّم. وقال غيرهم: الجنّ والإنس والملائكة. وقال آخرون: بل كلُّ صنفٍ من أصناف الخلق. أخرج ابن جريرُ (^٢) عن ابن عباس قال: "الحمد لله الذي له الخلقُ كلُّه: السماواتُ كلهن ومن فيهن، والأرض كلهن ومن فيهن، وما بينهنَّ مما يُعلَم ومما لا يُعلم". وهذا هو الظاهر المناسب للسياق، كما لا يخفى. وإذ كان ﷾ هو ربَّ العالمين، فإنَّ كل حمد يقع في العالمين فهو ﷾ المستحقُّ له. فإذا كان مثلًا يُحمد العسلُ لحلاوتِه ونفعِه وغير ذلك، فالمستحقُّ للحمد هو الذي خلَقَه وهيَّأه وأقدرَه ويسَّرَه. وهاهنا إشكالان (^٣): الأول: أن يقال: قد أثنى الله ﵎ على بعض خلقه، وأمرهم بالثناء على بعضهم، وكان الأنبياءُ يثنون على بعض الخلق؛ فإذا كان لا

(^١) "روح المعاني" (١/ ٨١). (^٢) في "تفسيره" (١/ ١٤٤) وانظر الأقوال السابقة فيه، وفي "زاد المسير" (١/ ١٢) وغيرهما. (^٣) وسيذكر إشكالًا ثالثًا ويجيب عنه.

7 / 80