الشفاعة - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
3

الشفاعة - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

عدنان بن صفا خان البخاري

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

لهم، قال الله عزَّو جلَّ: [﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣] (^١)]. وقصَّر المعتزلة من المسلمين، نُقِل عنهم أنَّهم لا يثبتون شفاعةً في الأخرى، إلَّا شفاعة النَّبي ﵌ لفصل القضاء. وتوسّع المتأخّرون من أهل السنَّة، فأثبتوا أنواعًا من الشفاعة، و[أجملوا فيها]، ووصل الأمر إلى القُصَّاص والمتصوّفة والمدّاحين المغرمين (^٢) بمدح النَّبي ﵌، وإطراء المشهورين بالولاية من أمَّته، فبلغوا في ذلك كلَّ مبلغ. قال بعضهم: قد قال الله ﷿ لرسوله ﵌: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: ٥]، ولن يرضى ﵌ أن يعذَّب أحدٌ من أمَّته (^٣).

(^١) بيَّض المؤلِّف للآية، فكتبتها. (^٢) في الأصل: "والمداحون المغرمون". (^٣) نُسِب إلى الشِّبلي كما في "تلبيس إبليس" لابن الجوزي (ص ٤٢٢) قوله: "والله لا رضي محمدٌ ﷺ وفي النار من أمَّته أحدٌ! ثم قال: إنَّ محمدًا يشفع في أمَّته وأشفع بعده في النار حتى لا يبقى فيها أحد"! وقد رُوِيَ مسندًا موقوفًا على ابن عباس ﵄ كما في "الدُّر المنثور للسيوطي" تفسير سورة الضحى، أنَّه قال في تفسير الآية: "لا يرضى محمدٌ وأحدٌ من أُمَّته في النار". وعدم البقاء في النار أخص من نفي التعذيب ألبتة، كما هو نقل المؤلِّف عنهم.

6 / 298