الصراع الفكري في البلاد المستعمرة

مالك بن نبي ت. 1393 هجري
128

الصراع الفكري في البلاد المستعمرة

الناشر

دار الفكر الجزائر / دار الفكر دمشق

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٨ هـ = ١٩٨٨ م / ط ١ القاهرة ١٩٦٠ م

مكان النشر

سورية

تصانيف

ولا شك أن أي مؤتمر دولي يكسب كثيرًا لو أنه حين ينعقد يؤلف لجنة (للنقد الذاتي) وخاصة لنقد التقارير في صيغتها النهائية، حتى لا يترك للاستعمار ذريعة ومنفذًا يبلغ منها إلى (تعقيم تلك القرارات). ولا بد أن ندرك أن (الفكرة) التي يعبر عنها مشروع إنشاء (جائزة منطقة السلام)، لا تؤدي أبدًا مفعولها ولا تقوم بدورها، عندما تصب في قرار نهائي يضع كلمة (سلام) - وهي مقصودة بالذات بوصفها شعارًا خاصًا لمداولات تجري- في تركيب معقد كهذا: من أجل الحرية والاستقلال والصداقة والسلام. فهذه الكلمات الأربع مجموعة لا تقوم بدور كلمة (سلام) وحدها، كما أن صاروخًا ركب من أجل الوصول إلى القمر، لا يصل إليه إذا ركبت فيه صواريخ موجهة إلى المريخ وزحل (١) ... ولا شك في أن أي مؤتمر دولي، ينعقد من أجل تحرير البلاد المستعمرة أو البلاد التي وطئها الاستعمار، يكسب كثيرًا لو أولى نظره هذه الاعتبارات، ولو أولى تطبيقها لجنة مخصصة للنقد الذاتي، كي يحتاط بهذا النقد من طرق التعقيم التي ذكرناها، والتي لم نذكرها كلها خشية الإطالة، فهناك مثلًا طريقة التعطيل التي تلعب دورًا هامًا في الصراع الفكري، لأنها تعلق تحقيق قرار على شكليات لا قيمة لها. أو تعطل توزيع كتاب: فعندما يكون كتاب قد أنجز طبعه ببلد عربي قريب، منذ ستة أشهر، ولم يصل بعد إلى عاصة عربية مثل القاهرة، فهذا يعني أن الكتاب دخل عملية تعطيل ... إن ظروف الصراع الفكري، في أي بلد يكون فيه نفوذ خفي أو ظاهر

(١) ولا شك أن مؤسسي (جائزة نوبل للسلام) يقدرون قيمة الكتاب كما يجب، فإنهم لم يفكروا بإضافة كلمات (إنسانية، وحرية وديموقراطية) مثلًا في عنوان جائزة نوبل ولكن هذه الحقائق لا زالت مجهولة على محور طنجة- جاكرتا، وفي البلاد العربية خاصة.

1 / 131