لمحات في الثقافة الإسلامية

عمر عودة الخطيب ت. 1424 هجري
83

لمحات في الثقافة الإسلامية

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ

سنة النشر

٢٠٠٤ م

تصانيف

وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ١. وقال ﵎ مخاطبًا نبيه محمدًا ﷺ داعيًا إلى الاستقامة، مبينًا أنها الأمر الإلهي الذي به يصلح كل شأن في الدين والدنيا والآخرة: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت﴾ ٢. وقد كان ﷺ المثل الأعلى في الاستقامة في قوله وعمله وحياته كلها، وكان يأمر بها ويحث عليها، واعتبرها إذا ارتكزت على الإيمان بالله مِلَاكَ دعوة الإسلام: عن أبي عمرو -وقيل أبي عَمْرَة- سفيان بن عبد الله ﵁ قال: قلت يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم" ٣. ج- ولا شك أن النفس الإنسانية هي مصدر الأخلاق؛ فعنها تصدر الفضائل ومنها تقع الرذائل، وبالتزامها نهج العقيدة، واتباعها سبيل التقوى؛ تتحلى بالخلق الحسن، وتتصف بأنبل الصفات، وبانحرافها عن جادة الإسلام ونأيها عن سبيله القويم؛ تتردى في المهالك، وتغرق في المفاسد والآثام؛ ولذا فقد عرض القرآن الكريم في آيات كثيرة لنفسية الإنسان عرضًا دقيقًا، وصورها في أحوالها المختلفة، حتى يكون

١ الأحقاف: "١٣-١٤". ٢ هود: "١١٢". ٣ رواه مسلم.

1 / 92