وينهاهم عن القبيح، كانوا أقرب إلى الصلاح وإلى فعل المأمور وترك المحظور، فيجب أن يكون لهم إمام، ولا بد وأن يكون معصوما، لأنه إذا لم يكن معصوما لم يحصل به المقصود، ولم ثدع العصمة لأحد بعد النبى الا لعلي، فتعين أن يكون هو [الامام](1)، للاجماع على انتفائها عمن سواه، وبسطت العبارة في هذه المعاني: ثم قالوا: وعلي نص على الحسن، والحسن تص على الحسين، إلى أن انتهت النوبة إلى محتد المنتظر صاحب السرداب:.
فاعترف الشيخ أن هذا تقرير مذهبهم على غاية الكمال .
قلت له: فأتا وأنت طالبان للعلم والحق والهدى، وهم يقولون: من لم يؤمن بالمنتظر فهو كافر، وهذا المنتظر: هل رأيته؟ أو رأيت من رآه؟ أو سمعت له بخبر؟ أو تعرف شيئا من كلامه الذي قاله هو؟ أو ما أمر به أو تهى عنه، كما يوجد عن الأئمة؟
قال: لا.
قلت: فأي فائدة في إيماننا بهذا المنتظر؟ وأي لطف يحصل لنا به؟ كيف يجوز أن يكلفنا الله بطاعة شخص، ونحن لا نعلم بما يأمر به ولا ما ينهي عنه، ولا طريق لنا إلى معرفة ذلك بوجه من الوجوه؟ وهم من أشد الناس إنكارا لتكليف ما لا يطاق، فهل يكون في تكليف ما لا يطاق أبلغ من هذا؟] فقال: إثبات هذا مبني على تلك المقدمات.
صفحة ١٣٧