12: وكيف أنت تستطيع الإيمان بالسماء إذا كنت لا تؤمن بما هو على الأرض وموجود بك؟
13: لم يصعد أحد للسماء، وإنما الإنسان هبط إلى الأرض من السماء فهو إذن سماوي.
15: ولذلك يجب أن نرفع شأن الابن السماوي الذي تمثل في الإنسان حتى يصدقه كل واحد ويؤمن به فلا يهلك، بل تكون له حياة أبدية.
16: والله لم يرسل ابنه للناس لأجل هلاكهم؛ بل لأجل صلاحهم وخيرهم، وقد أرسله لكي أن كل من يؤمن به لا يهلك، بل تكون له حياة أبدية.
17: إن الله لم يبذل ابنه (روحه) ويرسله للعالم لكي يهلك البشر، ولكنه بذل ابنه (روحه) لكي يحيي الناس به.
18: ومن يعتقد بوجود الحياة فيه فإنه لا يموت، وأما من لا يعتقد بذلك فإنه يهلك نفسه.
19: ومن ذلك يتأتى الانفصال (الموت)؛ لأن الحياة جاءت للعالم، ولكن الناس يخرجون أفواجا من العالم، النور هو حياة الناس، والنور جاء إلى العالم، ولكن الناس فضلوا الظلمة على النور الذي لم يقبلوا إليه.
20: ولذلك؛ فإن من يعمل السيئات فلا يمضي إلى النور ولا تظهر أعماله، وذلك يحرم نفسه من الحياة.
21: ومن يعش في الحق ذلك يقبل إلى النور، فتظهر أعماله وتكون له حياة ويتحد مع الله.
فلا تظنوا ملكوت الله كما تعرفونه وتفهمونه بأنه لجميع الناس، وأنه يأتي في أجل محدود وفي مكان معين، كلا، كلا، بل إنه موجود في كل العالم دون حصر ولا تعيين، فالناس منتشرون في كل العالم، فالذين منهم يلقون اتكالهم على ابن البشر السماوي أولئك يصبحون أبناء الملكوت، والذين لا يتكلون عليه أولئك يهلكون، إن أب ذلك الروح الموجود في الإنسان هو أب لأولئك الذين يعترفون بأنهم أبناؤه؛ ولذلك فإن له فقط أولئك الذين يضبطون في نفوسهم ما أعطاهم إياه الآب.
صفحة غير معروفة